روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | ابني لا يحترم معلمه لصغر سنه.. ما هو الحل؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > ابني لا يحترم معلمه لصغر سنه.. ما هو الحل؟!


  ابني لا يحترم معلمه لصغر سنه.. ما هو الحل؟!
     عدد مرات المشاهدة: 2470        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

ابني كان معلمه في الحلقة متميّزًا وتربويًّا، ولكن منذ أن ترك التدريس حل محله معلم آخر صغير سن قليل خبرة، حتى أن ابني يستهزئ به، ولا يحترمه، ماذا أعمل؟

وهل هذا أمر صحيح تولية الصغار في الحلقات يعني طلاب الثانوي ونحوهم لأنهم ختموا القرءان؟

الجواب:

في البداية اسمحي لي أن أقف محايدًا، فأنا هنا أقرأ شكواك أنت، بل ومن خلال رؤية ابنك الذي تذكرين أنه لا يحترمه.

فقد يكون ابنك متعلقا بالمعلم الأول، ولهذا ينتقد هذا المعلم، أو تكون علاقته سيئة بهذا المعلم فهو يتصيد أخطاءه، أو لأي سبب آخر.

قبل أن أجيب على سؤالك أتمنى ألا تكوني أُذنًا لابنك، فلا تبدي له استياءك بصورة تجعله يحتقر معلمه، بل تُمحصي ما يقوله ابنك، وتبدئي بحسن الظن بمعلمه، وتعوّديه على احترام المعلم.

ومن خلال الخبرة في التعامل مع أمثال ابنك، فإن جزءا كبيرا مما يحكيه أبناؤنا لا رصيد له من الواقع، أو فيه مبالغة كبيرة، أو على الأقل إنما يحكي وجهة نظر الابن وما تبين له من خلال مشاهدة الموقف، فقد يكون للموقف أبعاد لا تبدو للصغير...

وهذه فرصة تربوية لتعليم أبنائنا بعض الأمور: كالاستفادة ممن يفوقهم علما في أي مجال، وكفائدة حفظ كتاب الله، وأن الله سبحانه يرفع به أقوامًا ويضع به آخرين، وحين استناب نافعٌ رحمه الله ابنَ أبزى على مكة لقيه عمر فقال له: من استخلفت على أهل الوادي؟ يعني مكة، قال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: إنه عالم بالفرائض، قارئ لكتاب الله. قال: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن يرفع الله به أقواما، ويضع به آخرين»، وفي بعض الروايات: أنه لما قال له ومن ابن أبزى؟ قال: مولى! فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟! فقال: إنه عالم بالفرائض أما ما يتعلق بالجواب على سؤالك: فكون المعلم صغير السن لا يشترط أن يكون فاشلا في التربية، ولكن قد تكون هناك أبعاد أخرى وراء عدم رغبة ابنك فيه، بل قد يفوق كثيرًا من الكبار، ومن الخلل أن نحتقر الصغار لمجرد سنهم، وما مثال تولية أسامة بن زيد عنا ببعيد، لاسيما وأنه تولى قيادة جيش فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع.

ولا شك أن للخبرة دورا مهما في التربية، وأن الصغير ما لم يكن مؤهلا فإنه لا ينبغي أن يمارس دور التربية.

وقد تكون هذه المشكلة منتشرة في صفوف كثير من الحلقات القرآنية في المساجد، فلا ينبغي أن يكون الطلاب عرضة للتجارب التربوية دون علم أو حكمة أو خبرة، بالقراءة والاطلاع على هذا الجانب، أو الاستفادة ممن سبقه في مجال التربية.

كما أن هذه المشكلة تنعكس على أولئك الشباب الذين يمارسون دور التربية وهم غير مؤهلين، لاسيما أن الشاب (المربِّي) يرتقي مرتقى أكبر من قدراته، فقد يكون سببا في عجبه بذاته، أو في توقفه عن مواصلة تربية نفسه أو تربية غيره له بحكم كونه وصل إلى مرحلة تربية الآخرين.

وقبل أن أنهي الإجابة أود أن أستثني حالة يغلب على الظن أنها مستخدمة بالفعل في مثل حالة ابنك، وهي كون المعلم الحافظ للقرآن إنما يمارس دور التحفيظ والتسميع، تحت إدارة تربوية جيدة، وفي حال وجود مشكلات تربوية فإنها تحال إلى الإدارة التربوية ليتم التعامل مع المشكلة بالصورة السليمة، وقد تجد إدارة الحلقة نفسها مضطرة إلى الاستفادة من طلابها الحافظين واستخدام هذا اللون من الأساليب في حال نقص المعلمين.

بل إن هذا اللون يعتبر طريقة ناجحة لإفادة الخاتمين في مراجعة حفظهم، وإدخالهم مضمار التربية شيئًا فشيئًا، وقد يأتي اليوم الذي يخوض فيه ابنك هذه التجربة فيستفيد ويفيد عندما يتم حفظ كتاب الله تعالى، وعسى أن يكون ذلك قريبا، وإن كنا نتمنى من مشرفي الحلقة العناية بالمعلمين وإقامة دورات لهم وتأهيلهم وتطويرهم في الجوانب المختلفة التربوية والشخصية وغيرها.

وبعد ختام الاستشارة أقترح عليك- أختي الفاضلة- وعلى كل أب يلحظ ملحوظة على الحلقة أن يتم تواصله بشكل جيد مع مشرفي الحلقات أو مع معلمي المدرسة الصباحية بالطريقة المناسبة قبل الحكم على المواقف فقد يبدو لك ما لم يكن في الحسبان.

الكاتب: فهد السيف.

المصدر: موقع المسلم.